- maryam كتب:
-
لكن من اين للواحد منا ان يعرف مدى صحة هذا الكلام..اقصد هل هناك مصدر موثوق لمعرفة صحة الامور التي نسمعها؟؟؟... وكما تعلم الشائعات تكثر ونحن بحاجة دائما لمعرفة الحقيقة..
وامر اخر ؛هم لماذا يكذبون ويقولون ان هذا هو قبر النبي ما الغاية؟؟؟
و
الشائعة يا اختي
لا يخلو منها زمان ولا مكان والواجب على الواحد منا ان يتاكد من الاشياء التي يتلقاها من هنا وهناك وان يحتاط .
قال الشيخ أحمد بن حسن المعلم في كتابه القبورية في اليمن (كان دعاء النبي
ربه أن لا يجعل قبره وثناً يعبد، مع إخباره بشدة غضب الله على متخذي قبور أنبيائهم مساجد، مما يؤكد العلاقة بين القبورية "اتخاذ القبور مساجد " والوثنية " صيرورة تلك القبور المعظمة أوثاناً تعبد من دون الله ":ما جاء عن أبي هريرةرضي الله عنه أن رسول الله
قال: ((اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد اشتدَّ غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)) .
قال الحافظ ابن عبد البر في (التمهيد) في شرح هذا الحديث: (الوثن: الصنم وهو الصورة من ذهب كان، أومن فضة، أوغيرذلك من التمثال.وكل مايعبد من دون الله فهو وثن صنماً كان، أو غيرصنم. وكانت العرب تصلي إلى الأصنام وتعبدها فخشي رسول الله
على أمته أن تصنع كما صنع بعض من مضى من الأمم، كانوا إذا مات لهم نبي عكفوا حول قبره كما يصنع بالصنم فقال
:((اللهم لا تجعل قبري وثناً)) يصلى إليه،ويسجد نحوه، ويعبد، فقد اشتد غضب الله على من فعل ذلك. وكان رسول الله
يحذر أصحابه وسائر أمته من سوء صنيع الأمم قبله الذين صلّوا الى قبور أنبيائهم، واتخذوها قبلة ومسجداً،كماصنعت الوثنية بالأوثان التي كانوا يسجدون لها ويعظمونها، وذلك الشرك الأكبر.
فكان النبي
يخبرهم بما في ذلك من سخط الله وغضبه وأنه مما لا يرضاه خشيةً عليهم امتثال طرقهم)
وقد عنون العلامة ابن حجر المكي الهيتمي -رحمه الله -في كتابه (الزواجر) عنواناً قال فيه: (الكبيرة الثالثة،والرابعة، والخامسة،والسادسة، والسابعة،والثامنة والتسعون: اتخاذ القبور مساجد، وإيقاد السرج عليها، واتخاذها أوثاناً، والطواف بها، واستلامها، والصلاة إليها). ثم ساق جملة من الأحاديث الدالة على ما عنون له، ثم قال(" تنبيه " عَدُّ هذه الستة من الكبائر وقع في كلام بعض الشافعية وكأنه أخذه مما ذكرته من هذه الأحاديث)، ثم ذكر وجه الدلالة على تلك الكبائر، إلى أن قال وهو موضع الشاهد:(وأما اتخاذها أوثاناً فجاء النهي عنه بقوله
: " لا تتخذوا قبري وثناً يعبد بعدي " ، أي لا تعظِّموه تعظيم غيركم لأوثانهم بالسجود له، أو نحوه،فإن أراد ذلك الإمام بقوله:(واتخاذها أوثاناً) هذا المعنى اتجه ما قاله من أن ذلك كبيرة بل كفر بشرطه، وإن أراد أن مطلق التعظيم الذي لم يؤذن فيه كبيرة ففيه بُعد، نعم قال بعض الحنابلة: قصدُ الرجل الصلاة عند القبر متبركاً به عين المحادة لله ورسوله وابتداع دين لم يأذن به الله للنهي عنها ثم إجماعاً) الخ.
وقال الملّا علي القاري -رحمه الله- في "مرقاة المفاتيح ": (أي لا تجعل قبري مثل الوثن في تعظيم الناس،وعودهم للزيارة بعد بدئهم،واستقبالهم نحوه في السجود، كما نسمع ونشاهد الآن في بعض المزارات والمشاهد ((اشتد)) استئناف كأنه قيل: لِمَ تدعو بهذا الدعاء؟ فأجاب بقوله اشتد ((غضب الله)): ترحماً على أمته وتعطفاً لهم، قاله الطيبي، وتبعه ابن حجر، والأظهر أنه
إخبار عما وقع في الأمم السابقة؛ تحذيراً للأمة المرحومة من أن يفعلوا فعلهم،فيشتد غضبه عليهم) انتهى محل الغرض منه.
فهذه نصوص أرباب المذاهب الأربعة: المالكية،والشافعية،والحنابلة،والأحناف، متفقة على أن الغلو في القبور وتعظيمها بالصلاة لها أو إليها يجعلها أوثاناً تعبد من دون الله.)