فالدين طارئ والعلمانية هي الأصل والأساس ، هذا ما يذهب إليه حسن حنفي التحرر من الروابط العقائدية ، يدعو إلى استخدام العقل لإفادة المجتمعات ، ووصلت به زندقته إلى أن قال : " وهل تجب النبوة لحاجات عملية أي للتنفيذ والتحقيق وأداء الرسالة مادام الإنسان غير قادر على سن القوانين وتأسيس الشرائع وإقامة الدول أو تجنيد الجماهير وتوجيه الأمم وفتح البلدان، ألا يمكن للعقل قيادة المجتمعات مثل قيادة الإمام لها، هناك أيضا العقل الاجتماعي والعقل السياسي والعقل التاريخي لوضع القوانين وسن الشرائع.. إن العقل ليس بحاجة إلى عون، وليس هناك ما يند عن العقل . هل استطاعت النبوة أن تخفف من نقائص الإنسان وهي أول من يعترف بها؟ " أهـ - من العقيدة إلى الثورة .
وهو ينكر شرع الله الملزم ويعتبر ما جاء في القرآن فكر ثقافي قائلاً : " ليس القرآن كتاب تحليل وتحريم بل كتاب فكر وليس الغرض منه تغليف العالم بقوانين وتقييد السلوك الإنساني بقواعد بل مساعدة الطبيعة على الازدهار والحياة على النماء " أهـ - من العقيدة إلى الثورة .
ويقول أيضاً : " نشأ التراث من مركز واحد وهو القرآن والسنة ولا يعني هذان المصدران أي تقديس لهما بل هو مجرد وصف لواقع " أهـ - التراث والتجديد .
ووصل به الإلحاد إلى أن قال : " وما أسهل أن يولد الدفاع عن حق الله دفاعا مضاداً عن حق الإنسان " أهـ - من العقيدة إلى الثورة .
وقد أفترى على النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً : " أن النبي محمداً كان يحمل هم الوحدة الوطنية للقبائل العربية وتكوين دولة في الجزيرة العربية، وكانت له مشاكل مع اليهود والنصارى ومع المشركين أيضا، فجاء المشركون إليه بعرض جيد -وأنا أتكلم عن الرسول كرجل سياسة وليس كنبي- وقالوا له: نعم أيها الأخ ، ما المانع أن تذكر اللات والعزى لمدة سنة واحدة وقل أنهم ليسوا آلهة.. فقال بينه وبين نفسه: إن هذا العرض يشكل بالنسبة لي كزعيم سياسي شيئا جيدا لأنه يحقق لي مصالحة مؤقتة مع العدو، وماذا يعني لو أنني ذكرت اللات والعزى لمدة سنة واحدة ثم أغير بعدئذ ؟ ثم إن الوحي يتغير طبقا للظروف " أهـ - الإسلام والحداثة .
إنه مذهب خبيث يخرب العقائد بحجة التحرر عن طريق الفلسفة والزندقة ، إنه من جيل الفلاسفة الملاحدة وعلى دربهم يسلك ، فقد قال عليه لعنة الله : " مع أن علماء أصول الدين يتحدثون عن الله ذاته وصفاته وأفعاله، فإنهم في الحقيقة يتحدثون عن الإنسان الكامل ؛ فكل ما وصفوه على أنه الله إن هو إلا إنسان مكَبَّر إلى أقصى حدوده " أهـ - التراث والتجديد
تعالى الله علواً كبيرا فهو المنزه عن النقائص سبحانه جل قدره .
يقول عليه لعنة الله : " إن لفظ ( الله ) يحتوي على تناقض داخلي في استعماله باعتباره مادة لغوية لتحديد المعاني أو التصورات، مطلقاً يراد التعبير عنه بلفظ محدود " أهـ - السابق
ويضيف : " فكل ما نعتقده ثم نعظمه تعويضاً عن فقد ، يكون في الحس الشعبي هو الله " اهـ - السابق .
ويضيف : " ومن ثم فتوحيدنا هو لاهوت الأرض، ولا هوت الثورة ، ولا هوت التنمية ، ولا هوت النظام ، ولا هوت التقدم ، كما هو الحال في العديد من الثقافات المعاصرة في البلاد النامية التي نحن جزء منها " أهـ - السابـــــــــــــــق .
وهو يقول موضحاً المنهج الإعتزالي كخيار بديل عن الدين : " أن وجداننا المعاصر يعاني من ضياع أخذ زمام المبادرة منه باسم الله مرة ، وباسم السلطان مرة أخرى ، ومن ثم فالاختيار البديل ، الاختيار الاعتزالي .. هذا الاختيار قد يكون أكثر تعبيرا عن حاجات العصر، وأكثر تلبية لمطالبه " أهـ - التراث والتجديد .
هذا هو حسن حنفي أحد الزنادقة الداعين إلى العصرنة بمفهوم عقلي قاصر والداعي لتحرير الفكر من ثوابت الدين الحنيف .
تطاول خطير على الذات الإلهية
شهدت ندوة نظمتها مكتبة الإسكندرية أمس تطاولاً غير مسبوق على الذات الإلهية والسخرية من بعض آيات القرآن الكريم والسنة، على لسان الدكتور حسن حنفي أستاذ الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة.
فقد فوجئ جمهور المكتبة أثناء حضوره ورشة العمل أقامتها المكتبة عن الحرية الفكرية، بسخرية الدكتور حسن حنفي من الأسماء الحسنى لله سبحانه وتعالى، بعد أن وصف أسماء المهيمن والمتكبر والجبار بأنها أسماء تدل على الديكتاتورية للذات الإلهية وأنه يجب حذف تلك الأسماء.
وزعم أن هناك تناقضًا بين آيات القرآن الكريم وخاصة التي وردت عن الرسول الكريم، مشيرًا إلى القرآن ذكر في بعض آياته أن الرسول هو مذكر للعباد وليس مسيطرًا عليهم وفي هذا تعبير عن الحرية، على حد تعبيره.
واستطرد قائلاً: إنه ليس هناك آية قرآنية واحدة تتحدث عن أن الرسول قد أمر أن يقاتل الناس حتى يشهدوا ويدخلوا الإسلام، معتبرًا ذلك أقصى درجات العنف في الإسلام.
كما انتقد الحديث الشريف الذي قال فيه الرسول " خير القرون هو قرني ثم الذي يليه "، قائلاً: ما ذنبي أنا حسن حنفي أن أعيش في قرن من أسوأ القرون ولماذا لم أعش في خير القرون.
وقد أثار كلامه هذا اعتراض جمهور الحضور الذين صاحوا مطالبين بإنزاله من فوق المنصة، إلا أن المسئولين عن المكتبة رفضوا وطلبوا منه مواصلة حديثه من منطلق حرية التعبير، على حد زعمهم.
وقد وصف جمهور الحضور ما تفوه به أستاذ الفلسفة حسن حنفي بأنه أخطر من الرسوم الكاريكاتورية التي نشرتها الصحف الدانماركية العام الماضي، وخاصة وأنه اعتاد ترديد مثل هذا الكلام في كل ندواته وكان آخرها في مؤتمر الفلاسفة والذي عقد في المعهد السويدي بالإسكندرية منذ عدة أشهر.
وكان الدكتور إسماعيل سراح الدين رئيس مكتبة الإسكندرية دأب خلال الأعوام الماضية على دعوة واستضافة المثقفين الماركسيين والعلمانيين فقط للتحدث في كافة ندوات ومؤتمرات المكتبة سواء المحلي منها أو الدولي. وفي المقابل، تجاهل مثقفي الإسكندرية ورجال الدين من الحضور في تلك الندوات للرد على ما يثار فيها من شبهات مثل التي يرددها الدكتور حسن حنفي.
لوصفه القرآن بالسوبر ماركت.. أزهريون يهدرون دم حنفي
علمت الجزيرة نت أن إسلاميين وأساتذة وعلماء أزهريين أهدروا دم الدكتور المصري وأستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة القاهرة حسن حنفي، مطالبين بفصله من الجامعة وإقامة حد الردة عليه بسبب ما أسموه الأفكار الشيطانية التي صدرت منه تجاه النص القرآني.
وقال د. عبد الصبور شاهين إن حنفي اعتاد على مهاجمة الدين وثوابته والتطاول عليه من خارج الإطار الجامعي، خاصة بعد أن أحيل إلى التقاعد لأنه -حسب قوله- سيكون منبوذا وممجوج الرأي لو طرحه من داخل الجامعة.
وشبه شاهين د. حنفي بطه حسين ونصر أبو زيد وذلك لتجرؤه وطعنه في صحة القرآن وبأنه متناقض ومتضارب، مؤكدا أن آيات القرآن لا تحمل تناقضا ولا تضاربا وأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه قائلا "التناقض والتضارب موجود فقط في عقل حنفي".
كما أوضح أن التصدي لتفسير القرآن العظيم ليس من حق أي شخص لأن ذلك يتطلب -في رأيه- خبرة ودراية بأسباب النزول وطبيعة الأحداث التي كانت الدعوة الإسلامية تمر بها خلال 23 سنة، وهي الفترة التي قضاها الرسول الكريم في تبليغ رسالة ربه.
وأضاف د. شاهين أن كلام حنفي حول أسماء الله الحسنى وما قاله عن ضرورة حذف الأسماء التي تشير إلى القوة والجبروت بدعوى أنها تكرس الله - سبحانه وتعالى - كدكتاتور ، بأنه كلام "مساطيل" فأسماء الله الحسنى تنوعت بين الرحمة والعذاب وهذا من صفات الكمال.
من جهته قال عضو مجمع البحوث الإسلامية د. مصطفى الشكعة إن تفسير فهم معاني القرآن الكريم يتطلب إدراكا كاملا بدروب اللغة العربية ودراسة لتاريخ الدعوة الإسلامية وترتيب أحداثها والإلمام بالسيرة النبوية، بالإضافة إلى أن يكون المفسر كامل الإيمان بالله ولا ينحاز إلى عقله أو يعظمه متجاهلا النص القرآني.
وكان حنفي قد أثار هذا الموضوع بمحاضرة ألقاها بمكتبة الإسكندرية أثناء مشاركته بورشة عمل عن "الحرية الفكرية في مصر" وصف فيها كتاب الله العزيز بأنه أشبه بالسوبر ماركت ، مما أحدث ردود فعل كثيرة داخل أوساط مثقفين مصريين، بينما رفض هو التعليق عليها واعتبر الأمر شأنا لا يعنيه.