بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
كثيرهٌ هى تلك اللحظات التى تمر فى حياتنا نكون فيها أمام اختيار بين أمرين ,, مايفرضه علينا العقل والمبادئ وبين هوى النفس ,, بين الدين والحق وبين رغباتنا الشخصيه ,, بين الصح و بين الخطأ !!!! وقد نتردد طويلاً او قليلاً ..فنتبع العقل والصح فى أوقات كثيره وأحياناً نتبع هوى النفس ,, وفى الاولى لاغبار على اختيارنا حتى إن لم يكن مانختاره أونسير فيه وفق هوانا أو رغباتنا ولكن يكفى أنه لايجعلنا نشعر بندم أو ضيق أو هم ,, أما الاختيار الثانى فقد يكون مانحب !!! من متاع الدنيا ولكن يظل دائماً حتى مع حُبنا له يحمل بين جنباته غُصه تجعلنا لانستمتع به كما نحب !؟ا
وفى هذا الامر امثله كثيره لاتباع هوى النفس و تفضيله على العقل والصواب منها : ان يتردد الطالب مثلاً قبيل اداء الامتحان بين أن يجلس لمتابعه تحصيله العلمى ووقته ضيق وحرج وبين هوى نفسه فى ان يخرج و يلهو مع اصدقاءه أو يشاهد التليفزيون أو أى أمر أخر يحبه بعيداً عن مالابد أن يفعله وهو المذاكره قبل الامتحان ,, هذا مثال !! مثال أخر لمريض يتردد طويلاُ أو قليلاً بين اتباع نصيحه الاطباء له فى عدم التهام أنواع معينه من الطعام أو الامتناع عن التدخين أو أى تحذير مطلوب منه فينسى التحذير وتضعف نفسه ويتبع هواها مع علمه بالضرر !!!, مثال ،خر مثلاً لزوجه وربه منزل قد تقف أمام ،حد المحالات طويلاً فى حيره بين أن تصرف مامعها من مصروف يكاد يكفى البيت وبين اتباع هوى النفس فى شراء شيئ ترغبه بشده غير ضرورى مع ماسيؤثره هذا الفعل فى ميزانيه البيت باقى الشهر !!! مثال أخر على هذا الامر قد يكون فى علاقه بين شاب وفتاه او بين رجل وإمرأه قد لاتسمح ظروفهم بالارتباط لآى سبب كأن يكون لفرق الامكانيات او المستوى او لصغر السن او اى يسبب يحول دون اكمال هذا الارتباط بشكل شرعى ,, فيتردد الشاب أو الرجل طويلاً او قليلاً فى انهاء العلاقه وبين الاستمرارفيها ,, اى بين مايمليه عليه العقل والدين وكل شيء وبين هوى النفس ,, فان تبع الاولى نجا وإن تبع هوى النفس هلك ... ((وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ))(50)(القصص)والامثله كثيره أكثر من أن تعد وتحصى ,,,!!؟؟
ولكن لنعود الى ماسبق وذكرناه من أمثله وننظر لو ان الانسان توقف قليلاً للحظات للتأنى ....؟؟؟
فالطالب لو نظر إلى الامام ليرى نتيجه اختياره كأنه أمام مرآه فيرى نفسه فى لجنه الامتحان يتصبب عرقاً وهو لايعرف الاجابه أو يوم ظهور نتيجه الامتحان وشعوره بالخزى أمام رسوبه ونجاح زملائه ممن تغلبوا على هواهم ,, ولو عاد به الزمان الى الوراء وتوقف أمام تلك اللحظه ,, لحظه الاختيار ؟ لإختار الشيئ الصحيح وليس هوى نفسه ,,,وكذلك الحال بالنسبه للمريض لو نظر لحاله فى عدم الالتزام بتعاليم الاطباء وهو مثلاً مريض بالسكر والتهامه الممنوع منه من الطعام أو مريض بالقلب وتدخينه ورأى نفسه وهو يعانى من فعلته وسقوطه فى غيبوبه أو ازمه قلبيه وهلع أهله عليه ومعاناته والآمه ,, لفكر الف مره قبل الاقدام على المحظور ,,, وقد كانت لحظات قليله فاصله فى حياه كل منهم ,, لحظات من التأنى ,,,,!!أ
والزوجه التى قد تدفعها الحماقه الى الاسراف بشراء أشياء ليس لها ضروره الا تقليد الاخرين ورغبه فى المعيشه الكاذبه فى مستوى أعلى !!! لو رأت نفسها وهى حائره من نفاذ مصروف البيت قبل نهايه الشهر وخجلها لاضطرارها الاستدانه من الاخرين لسد عجز لم يكن له ضروره إلا انها لم تتغلب على هوى النفس ؟؟ لترددت مرات ومرات قبل الاقدام ....!!أ
والمثال الاخير فى تلك العلاقه الشائكه بين طرفين غير متكافئين بأى حال والتى قد يدخل البعض تلك العلاقه وغرور النفس والدنيا يدفعهم لحب المغامره والانقياد وراء هوى النفس ! والتمنى بالمستحيل!؟
أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن (بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ)) (23)( الجاثيه
وانهم يستطيعون التوقف متى شاءوا وأن الامر ليس إلا مغامره لاضرر منها ولكن تكون النهايه الآم
ومعاناه للطرفين وإنكسار للقلب وقد يكون هناك أخرين يدفعون ثمن تلك العلاقات غير الصحيحه وأكبر من هذا اغضاب الله عز وجل بالاضافه الى الشعور الدائم للجميع بثقل موجع لتأنيب الضمير لانه مهما كان الانسان يحاول ان يضحك على نفسه من انه لاضير مما يفعل أو أنه أخفى أمره عن الجميع الا أنه بينه وبين نفسه لابد وسيعانى لأنه لااختلاف على الصح والخطأ ,, على الحق والباطل ,,, على رضى الله وسخطه علينا ,,((أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ ))(14) (محمد)؟؟
إنها بالفعل لحظات نتأمل فيها ونتأنى ونفكر فيها فى النتيجه ,, نتيجه اختياراتنا والتى قد ندفع ثمنها طوال العمر ؟؟ اما سخط الله علينا وعدم احترام الاخرين لنا ومعاناتنا الدائمه من وخز الضمير ,,, وإما رضى الله عنا ورضى الناس واحترامهم لنا واعتزازنا بأنفسنا لاننا صح وعلى الحق
انها فى النهايه إخوانى وأخواتى ... دعوه ... للتأنى ...!!؟؟
(وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ))(41) (النازعات ))
(وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا ))( 10) ( الشمس)
جيهان غالى
وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً*وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ