هل يوجد كويتي ملحد؟!. بقلم: د.محمد العوضي
15 - أغسطس - 2007
دعيت أكثر من مرة الى زيارة اسرة لأجيب عن أسئلة أحد ابنائها يطرح تساؤلات تحمل طابع الشك بأصول الدين والاعتراض على مسلماته وعدم التسليم ببعض قواعده، كما اني دعيت من طلبة جامعيين عندهم صديق يقول انا إلحادي علمي وليس عبثياً، وجاءتني مكالمات هاتفية من شرائح متنوعة تطلب الإجابة عن مشكلات عقدية وغيبية استعصت على الفهم أثارها خصوم الدين التقليديون أو بعض المتشككين أو بعض الدارسين الجادين أو أحد العابثين اللاعبين أو باحث عن الحقيقة صادق ولكنه غرق في بحر الظنون وأحاطت به الشكوك ويحاول ان يخلع نفسه من طينة الحيرة الى أرض اليقين الصلبة... كيف كنت أتعامل مع هذا الخليط غير المتجانس إلا في مسألة الارتباك أو الرفض لقضية الإيمان بالله وتوابع هذا الإيمان؟
كنت أقول للأسرة (الوالدين): أولاً علينا ان نعلم ان الإسلام يفتح أبوابه للحوار ولبناء الإيمان على البرهان الملزم والحجة القاطعة، والحوار هو السبيل الى ذلك.
وثانياً: علينا ألا ننفر ولا نغضب ونصرخ ونثور في وجوه أبنائنا وطلابنا من الأسئلة مهما كانت، بل نحمد الله انهم سألوا ليجدوا جواباً ولكي ينتقلوا من الإيمان الشعوري الفطري الى الإيمان العقلي البرهاني...
وثالثاً: يجب ان نفرق ان هؤلاء سواء من ألحد منهم أو كان شاكاً أو كان إلحاده عمليا وليس نظرياً ليسوا سواء، فمنهم الحاقد على الدين المريض نفسياً لتراكمات معقدة في حياته وهذا نعرفه لأنه يسب الدين ويخلط الجد بالهزل وكلامه عبارة عن سخريات ومراهقات، وهذا أبلغ جواب عليه هو الإهمال.
لكن الجادين من الدارسين أو الباحثين عن الحقيقة أو المتشككين أو المتسائلين فهؤلاء علينا أن نجلس معهم ونتداول الحوار لنصل الى كلمة سواء أو نفترق ويعرف كل منا حجة صاحبه وطريقة تفكيره.
لكني لاحظت ان الجمهور الأكبر من هؤلاء يرددون شبهات وحججاً يظنونها علمية وقوية بينما هي من مستهلكات أكثر من قرن مثل نظرية دارون وتولد الحياة من الطبيعة... الخ، تماماً كمدارس النقد الأدبي العربي التي تصدر لنا نظريات نقدية غربية اليوم وهي من المخلفات التي نسخها الغرب وزهد بها... أي ان علمانيتنا العربية وإلحادنا العربي وديموقراطيتنا العربية ايضاً متخلفة في الاستيراد والتبني والتباهي بها...
انتهى المقال وبقي السؤال هل يوجد كويتي ملحد؟!...
إلى المقال المقبل بإذن الله.