((لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ حسنة))

((لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ حسنة))

مثّلت ظاهرة وجود هذا الرّسول العظيم صلّى الله عليه وسلّم، بين النّاس، أعظم حجّةٍ للإسلام بعد القرآن الكريم، لأنّه كان قرآناً يتحرّك، فهو النّموذج الحيّ الواقعي لمبادئ الإسلام و توجّهات القرآن، علماً و عملاً و حياة و مناسك، قائداً و معلّماً، و أباً و زوجاً و قاضياً، و صاحباً و رسولاً أميناً. و قد سُئلت السّيدة عائشة رضي الله عنها عن خُلُقه صلى الله عليه و سلّم، فقالت: (كان خُلقه القرآن).

من هنا تنبع أهمية تتبّع هذه الحياة العظيمة لمن اجتباه ربّه و اصطفاه على الخلق أجمعين، ليكون خاتم الأنبياء و المرسلين، ((الله أعلم حيث يجعل رسالته))، لأن هذه الحياة، تشكّل النور الهادي للبشريّة، عبر رحلتها الطّويلة، في كلّ المبادئ و الثّوابت، فتعطي لها الإجابات الشّافية الهادية، و في كلّ المتغيّرات الظّرفيّة، فتعطي النّموذج للحل، الذي يضيء للأجيال القادمة، كيف تتعامل مع الظّروف المستجدّة ((لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ حسنة، لمن كان يرجوا الله و اليوم الآخر و ذكر الله كثيرا)). ثمّ أنّ هذا الرّسول الكريم، مثّل الأسوة الشّخصيّة في أعلى مراتبها، ((و إنّك لعلى خُلُقٍ عظيم)).

لكنّه و بنفس الأهمية، مثّل الأسوة الجماعيّة، في قيادته و تربيته و صناعه لذلك الجيل العظيم الذي وصفه ربّ العزّة بقوله: ((كنتم خير أمّةٍ أخرجت للنّاس)) و وصفه صاحب السّيرة العطرة فقال: (خير القرون قرني).

فكان ذلك الجيل حجّة الله على خلقه، أنّ الارتقاء في سلّم الهداية و الاستقامة على منهج الإسلام ليس ضرباً من المثالية الخياليّة، و لا معراجاً لا يمكن الوصول إليه، بل إنّ هذا الجيل العظيم قد سعى و اجتهد ليبلغ ذلك الأفق السّامي، و مثّلت صحبته لمحمّدٍ صلى الله عليه و سلّم، النّموذج العملي في بذل الجهد للارتقاء مع الاعتراف بالبشريّة التي تخطئ و تصيب، لا بل البشريّة التي خير من فيها هم الذين يتحرّكون و يعملون، فيخطئون و يصيبون، فيصحّحوا المسيرة عند الخطأ، و يعزّزوا التّقدّم عند الإصابة (كلّ ابن آدم خطّاء، و خير الخطائين التّوابون).

(( محمدٌ رسول الله و الذين معه أشدّاء على الكفّار رحماء بينهم، تراهم رُكّعاً سُجّداً يبتغون فضلاً من الله و رضوانا)) فهم ليسوا رهباناً عاكفين في محاريبهم، منقطعين عن الدّنيا، بل هم فرسان النهار رهبان الليل، يبتغون فضلاً من الله في دنياهم، و رضواناً منه لآخرتهم.

إنّ تتبّع سيرة الرّسول صلى الله عليه و سلّم واجبٌ ديني و عقلي، لأن في تضييعها تضييعاً لمعرفة أعظم شهادةٍ لله على النّاس، عبر تاريخ الأمم و حياة الشّعوب، و لعلّ من تمام نعمة الله على النّاس، أن جعل هذه السّيرة النّضرة، محفوظةً كأعظم ما يكون الحفظ العلمي، بأدق تفاصيلها، بل بأخصّ خصوصياتها ليكون نموذج محمدٍ صلى الله عليه و سلّم، هادياً للناس في كلّ آنٍ و في كلّ حين.

و قد أدرك الصّحب الكرام و من بعدهم علماء الأمة العاملون، الأهمية الكبرى لفقه السّيرة النّبوية، و لفهم هذا النّموذج الحضاري، الذي لا يضاهى، و لا يجارى، حين يقول سيّدنا سعد بن أبي وقّاص: (كنّا نعلّم أبناءنا سيرة النّبي صلى الله عليه و سلّم، كما نعلّمهم السورة من القرآن)، لأنّه بها و معها تُدرك العقيدة السّليمة، و الشّريعة المحكمة، و الأخلاق الحميدة، و الرّوح الإيمانية الشّفافة، و صدق الله العظيم حين يقول: ((قل إن كنتم تحبّون الله، فاتّبعوني يحببكم الله و يغفر لكم)). فدليل صدق محبّة المسلم لربّ الأرباب سبحانه، هو اتّباع هدي هذا النّبي العظيم، صلى الله عليه و سلّم، في أقواله و أفعاله و أخلاقه، و قد فهم الصّحابة الكرام هذا، فكان من صور اتّباعهم له و اقتداءهم به العجب العجاب، و الذي معه أصبحوا خير أمة أخرجت للناس، فكانت لهم الخـيريـّة بشهادة ربّ السّماء، و بشهادة رسوله إلى العالمين.

((لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ حسنة)) 222222mu0

((لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ حسنة)) I10598658349534xm3

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزانا واياك اخي الفاضل

شكرا علي المرور

شكر الله لكي وزادكي من فضله . بارك الله فيك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا اخي الفاضل صلاح الدين

مشرف عدد الرسائل : 5 تاريخ التسجيل : 20/09/2007

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وفقكم الله

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا

مشرفة عدد الرسائل : 44 تاريخ التسجيل : 27/09/2007

اختي المعتزه بدينها اللهم اعزالاسلام فيك

موضعك اكثر من رائع

وجعلنا الله واياكم من رفقاء الرسول في الجنه

اللهم امين يارب العالمين

ربنا يكرمك ياحبيبتي هذا من ذوقك

جزيتي الفردوس

مشرف عدد الرسائل : 17 تاريخ التسجيل : 16/07/2007

تبارك الله عليكم :à'(:

مشرف عدد الرسائل : 21 تاريخ التسجيل : 27/09/2007

جزاك الله خيرا

MAROC ahl_alsonah كتب:: جزاك الله خيرا

جزانا واياك

((لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ حسنة)) 70

((لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ حسنة)) 118

جزاكي الله خيرا على موضوعك الرائع ..

جزيتي الفردوس..بارك الله فيكي ..

وجعله في موازين حسناتك...

((لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ حسنة)) 40

عضو عدد الرسائل : 20 تاريخ التسجيل : 17/09/2007

السلام عليكم
جزاك الله خيرا على موضوعك الجميل

maryam كتب:: جزاكي الله خيرا على موضوعك الرائع ..
جزيتي الفردوس..بارك الله فيكي ..
وجعله في موازين حسناتك...

جزاكي الله خيرا غاليتي مريم شكرا علي المرور ربنا يكرمك ويبارك فيكي

منورة مواضيعي دايما جزيتي الجنة

الدنف كتب:: السلام عليكم
جزاك الله خيرا على موضوعك الجميل

جزانا واياك اخي الفاضل

شكرا علي المرور

إخوتي وأخواتي الكرام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه بعض مواقف في نصرة الحبيب المصطفى عليه

وعلى آله وصحبه الطاهرين الطيبين أفضل صلاة وأزكى تسليم .

1 ) موقف أنس بن النضر رضي الله عنه :

لما جاء الصحابة في أحد وقد تأثر بعضهم بما أشيع من قتل النبي صلى الله

عليه وسلم فقال : ( ما يجلسكم ) ؟ فقالوا :

( قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم )

قال : ( فماذا تصنعون بالحياة بعده ؟ قوموا فموتوا على ما

مات عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم )

وأصل القصة في البخاري وذكرها ابن هشام بتمامها.

و على على هذه الاضافة القيمة

مشرف عدد الرسائل : 172 تاريخ التسجيل : 05/10/2007

اخي الفاضل sadiq_m_2 شكرا علي الاضافة والتعليق والمرور

جزانا واياك اخي الفاضل الحنيف المسلم شكرا علي المرور

نفعكم الله بما قرأتم

مشرف عدد الرسائل : 17 تاريخ التسجيل : 16/07/2007

بارك الله فيك

بارك الله فيك

صلاة على رسول الله

اخي الفاضل africa-no
اخي الفاضل m_h200223
شكرا للمرور جزاكم الله خيرا
اللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه وسلم
وفقكم الله

» لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ حسنة
» رجل ابكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وانزل جبريل مرتين
» * الرحمة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم:
» هل تريد ان تري رسول الله صلي الله عليه وسلم
» حكم قول (إلا رسول الله )