هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الرد على من زعم رؤية النبي صلى الله عليه 5

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محب السنة
مشرف
مشرف
محب السنة


عدد الرسائل : 53
تاريخ التسجيل : 08/09/2007

الرد على من زعم رؤية النبي صلى الله عليه 5 Empty
مُساهمةموضوع: الرد على من زعم رؤية النبي صلى الله عليه 5   الرد على من زعم رؤية النبي صلى الله عليه 5 Icon_minitime17th سبتمبر 2007, 17:26

كما رد الشيخ محمد أحمد لوح - حفظه الله - في كتابه العجاب"تقديس الأشخاص
في الفكر الصوفي"(2/39-52) على من يستدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم:{
من رآني في المنام فسيراني في اليقظة } على إمكانية رؤية النبي صلى الله
عليه وسلم يقظة بقوله:
( أما رواية: { من رآني في المنام فسيراني في
اليقظة } لابد من إلقاء ضوء كاشف على الحديث رواية ودراية حتى نعرف قدر
هذا اللفظ الذي استدل به أولئك على إمكانية رؤية النبي صلى الله عليه وسلم
في اليقظة:
1- أما الحديث فقد رواه اثنا عشر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يزيد، مما يدل على شيوعه واستفاضته.

2- أن ثمانية من أئمة الحديث المصنفين اهتموا بهذا الحديث فأخرجوه في
كتبهم مما يؤكد اهتمامهم به وفهمهم لمدلوله. ومع ذلك لم يبوب له أحد منهم
بقوله مثلاً: باب في إمكان رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة، ولو
فهموا منه ذلك لبوبوا به أو بعضهم على الأقل؛ لأنه أعظم من كل ما ترجموا
به تلك الأبواب.
3- أن المواضع التي أخرجوا فيها هذا الحديث بلغ (44)
موضعاً، ومع كثرة هذه المواضع لم يرد في أي موضع لفظ { فسيراني في اليقظة
}بالجزم إلا في إحدى روايات البخاري عن أبي هريرة.
أما بقية الروايات
فألفاظها:{ فقد رآني } أو { فقد رأى الحق }أو { فكأنما رآني في اليقظة }
أو { فسيراني في اليقظة أو فكأنما رآني في اليقظة }بالشك.
وبالنظر في ألفاظ الحديث ورواياته نجد ملاحظات على لفظ { فسيراني في اليقظة }
لا ريب أنها تقلل من قيمة الاستدلال بها وهذه الملاحظات هي:

أولاً: أن البخاري أخرج الحديث في ستة مواضع من صحيحه: ثلاثة منها من حديث
أبي هريرة، وليس فيها لفظ { فسيراني في اليقظة }إلا في موضع واحد.

ثانياً: أن كلا من مسلم (حديث رقم 2266)، وأبي داود (حديث رقم 5023)، و
أحمد (5/306)، أخرجوا الحديث بإسناد البخاري الذي فيه اللفظ المذكور بلفظ
{ فسيراني في اليقظة. أو لكأنما رآني في اليقظة } وهذا الشك من الراوي يدل
على أن المحفوظ إنما هو لفظ { فكأنما رآني } أو { فقد رآني } لأن كلا
منهما ورد في روايات كثيرة بالجزم وليس فيها شيء شك فيه الراوي.
وعند الترجيح ينبغي تقديم رواية الجزم على رواية الشك.

ثالثاً: إذا علمنا أنه لم يرد عند مسلم ولا عند أبي داود غير رواية الشك
أدركنا مدى تدليس السيوطي حين قال في "تنوير الحلك":(وتمسكت بالحديث
الصحيح الوارد في ذلك: أخرج البخاري ومسلم وأبو داود عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{ من رآني في المنام فسيراني في اليقظة
ولا يتمثل الشيطان بي }) فأوهم أن مسلماً وأبا داود أخرجا الحديث برواية
الجزم، وأغفل جميع روايات البخاري الأخرى التي خلت من هذا اللفظ.

رابعاً: ذكر الحافظ ابن حجر في "الفتح" (12/400) أنه وقع عند الإسماعيلي
في الطريق المذكورة { فقد رآني في اليقظة } بدل قوله: { فسيراني }.

وهذه الأمور مجتمعة تفيد شذوذ هذا اللفظ، ولعل الحافظ ابن حجر أشار إلى
ذلك ضمناً حين قال:(وشذ بعض الصالحين فزعم أنها تقع - يعني الرؤية- بعيني
الرأس حقيقة).
ونقل عن المازري قوله:(إن كان المحفوظ { فكأنما رآني في اليقظة } فمعناه ظاهر).

هذا ما يتعلق بالحديث رواية، وإن تعجب فعجب استدلال هؤلاء بهذا اللفظ
الشاذ على تقرير إمكان رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة ووقوعها
مع اتفاقهم على: أن حديث الآحاد لا يحتج به في العقيدة.
أما ما يتعلق
به دراية فنقول: لو فرضنا أن هذا اللفظ{ فسيراني }هو المحفوظ فإن العلماء
المحققين لم يحملوه على المعنى الذي حمله عليه الصوفية.
قال النووي في
شرحه (15/26):(فيه أقوال: أحدها: أن يراد به أهل عصره، ومعناه: أن من رآه
في النوم ولم يكن هاجر يوفقه الله للهجرة ورؤيته صلى الله عليه وسلم في
اليقظة عياناً.
وثانيها: أنه يرى تصديق تلك الرؤيا في اليقظة في الدار الآخرة؛ لأنه يراه في الآخرة جميع
أمته.
وثالثها: أنه يراه في الآخرة رؤية خاصة في القرب منه وحصول شفاعته ونحو ذلك).
ونقل الحافظ ابن حجر هذه الأقوال بعدما ذكر القول بحمله على الرؤية بالعين المجردة وحكم على القائلين به بالشذوذ.
وجملة القول أن إدعاء إمكان رؤيته صلى الله عليه وسلم في اليقظة ووقوعها مذهب ضعيف مرجوح وذلك من وجوه:
الوجه الأول: اختلاف القائلين به في المقصود بالرؤية، وهل هي رؤية لذاته صلى الله عليه وسلم على
الحقيقة، أورؤية لمثال لها، نقله السيوطي في "نوير الحلك" ضمن "الحاوي للفتاوى" (2/263)
ثم قال:(الذين رأيتهم من أرباب الأحوال يقولون بالثاني، وبه صرح الغزالي فقال: ليس المراد أنه
يرى جسمه وبدنه بل يرى مثالاً له).

ثم نقل عن ابن العربي واستحسن قوله:(رؤية النبي صلى الله عليه وسلم بصفته
المعلومة إدراك على الحقيقة ورؤيته على غير صفته إدراك للمثال) ثم قال
السيوطي:(ولا يمتنع رؤية ذاته الشريفة بجسده وروحه؛ وذلك لأنه صلى الله
عليه وسلم وسائر الأنبياء أحياء ردت إليهم أرواحهم بعد ما قبضوا وأذن لهم
بالخروج من قبورهم والتصرف في الملكوت العلوي والسفلي)!!.
أقول: إذا
كان أرباب الأحوال الذين رآهم السيوطي - على كثرتهم - يقولون إن النبي صلى
الله عليه وسلم لا يرى بروحه وجسمه بل يرى مثال له فقط، فكيف يدافع
السيوطي عنهم ويخالفهم في الوقت نفسه؟
الوجه الثاني: أنهم اختلفوا أيضاً هل هذه الرؤية تكون بالقلب أو بالبصر؟

أشار السيوطي إلى ذلك ثم اضطرب اضطراياً شديداً حين قال في نفس
المصدر:(أكثر ما تقع رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة بالقلب ثم
يترقى إلى أن يرى بالبصر) فإلى هنا يبدو أنه قصد الجمع بين القولين، ثم
قال:(لكن ليست الرؤية البصرية كالرؤية المتعارفة عند الناس من رؤية بعضهم
لبعض، وإنما هي جمعية حالية وحالة برزخية وأمر وجداني …).
الوجه الثالث: أن بعض كبار الصوفية ينفي وقوع رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة.
فيقول أبو القاسم القشيري في "الرسالة القشيرية" (باب رؤيا القوم) (ص368):(وقال
بعضهم:
في النوم معان ليست في اليقظة، منها: أنه يرى المصطفى صلى الله عليه وسلم
والصحابة والسلف الماضين في النوم ولا يراهم في اليقظة) اهـ.

وقد يقول قائل: إن هذا نقله القشيري عن بعضهم ولا ندري هل هم من الصوفية أو من غيرهم؟
والجواب:
أ- أن القشيري نفسه من كبار الصوفية وقد نقل العبارة وأقرها.

ب- أنه لا ينقل في رسالته مثل هذا الكلام إلا عن الصوفية، حيث ذكر في
مقدمة كتابه أنه إنما يذكر سير شيوخ التصوف وآدابهم ..وما أشاروا إليه من
مواجيدهم، وأكده في الخاتمة.
الوجه الرابع: أن هذه العقيدة مخالفة
لإجماع أهل السنة والجماعة وهي خاصة بأهل البدعة، قال ابن حزم في "مراتب
الإجماع"(ص176):(واتفقوا أن محمداً عليه السلام وجميع أصحابه لا يرجعون
إلى الدنيا إلا حين يبعثون مع جميع الناس).
الوجه الخامس: أنه يلزم من القول بإمكان رؤيته في اليقظة ووقوعها لوازم باطلة قد ذكرتها
أثناء نقل أقوال أهل العلم في هذا الموضوع.

وأخيراً: نقل السيوطي عن بعض أهل العلم احتجاجه على حياة الأنبياء بأن
النبي صلى الله عليه وسلم اجتمع بهم ليلة الإسراء في بيت المقدس.
ومقصده أن ما دام هذا ممكناً في حق النبي صلى الله عليه وسلم معهم فيمكن أن يكون جائزاً في حق أولياءأمته معه، فيرونه في اليقظة.
والجواب على هذه الشبهة أن يقال:

أولاً: ليس النزاع في حياة الأنبياء في قبورهم ولا في اجتماع النبي صلى
الله عليه وسلم بهم ليلة الإسراء ولا صلاته بهم إماماً، فإن ذلك كله ثابت
رواية، فيجب على جميع المؤمنين التصديق به.
ثانياً: أن مما يجب أن
يعلم أن حياة الأنبياء في قبورهم حياة برزخية لا نعلم كيف هي، وحكمها كحكم
غيرها من المغيبات، نؤمن بها ولا نشتغل بكيفيتها، ولكننا نجزم بأنها
مخالفة لحياتنا الدنيا.
ثالثاً: أن الذي أخبرنا بأنه اجتمع بالأنبياء
ليلة الإسراء هو الصادق المصدوق الذي يجب على كل مؤمن أن يصدقه في كل ما
أخبر به من المغيبات دقيقها وجليلها، ولذا آمنا بما أخبرنا به واعتقدناه
عقيدة لا يتطرق إليها شك إن شاء الله تعالى.
أما من جاءنا بخبر وقوع
رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة فمجموعة من الدراويش خالفت
الكتاب والسنة والإجماع والمعقول، فلم يجز - ولا أقول فلم يجب - أن نصدقهم
في دعواهم تلك.
بل وجب على كل موحد ذاب عن حمى التوحيد أن يردها بما
استطاع لأنه باب يؤدي فتحه إلى ضلال عظيم وخراب للأديان والعقول ويفتح باب
التشريع من جديد، ولا حول ولا قوة إلا بالله. والله أعلم) . انتهى كلام
الشيخ محمد أحمد لوح جزاه الله خيراً بتصرف.
ولمزيد من الفائدة انظر
كتاب "المصادر العامة للتلقي عند الصوفية عرضاً ونقداً" للشيخ صادق سليم
صادق (ص405-430) وكتاب "تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي" للشيخ محمد أحمد
لوح (2/36-52)، وكتاب "خصائص المصطفى بين الغلو والجفاء" تأليف الصادق بن
محمد بن إبراهيم، وكتاب "رؤيا الرسول صلى الله عليه وسلم يقظة ومناماً
ضوابطها وشروطها" للشيخ الأمين الحاج محمد أحمد.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

أخوكم/ أبو معاذ السلفي

-------------------------------
(*)
:"خصائص المصطفى صلى الله عليه وسلم بين الغلو والجفاء عرض ونقد على ضوء
الكتاب والسنة" (ص207) للشيخ الصادق بن محمد بن إبراهيم - حفظه الله -.
(*)
:وأبو غدة إنما نقلت كلامه حجة على اتباعه الصوفية وإلا ففي كتبه كثير من
الضلال وقد رد عليه العلامة الألباني رحمه الله في "كشف النقاب" و في
مقدمة "شرح العقيدة الطحاوية" كما رد عليه العلامة بكر ابو زيد في "براءة
أهل السنة من الوقيعة في علماء السنة" وقدم لهذه الرسالة العلامة
عبدالعزيز بن باز رحمه الله.
(1) : المدني ثقة ثبت من الثالثة مات سنة إحدى ومائة."التقريب" (1/239).
(2) : الأنصاري ثقة ثبت عابد كبير القدر من الثالثة مات سنة 110هـ ."التقريب" (2/169).
(3) : الحُرَقي المدني صدوق ربما يهم وهو من الخامسة."التقريب" (2/92-93).
(4) : الجهني المدني مولى الخُرَقي، ثقة من الثالثة."التقريب"(1/503).
(5) : الجرمي الكوفي صدوق رُمي بالإرجاء، من الخامسة."التقريب" (1/385).
(6) : صدوق من الثانية. "التقريب" (2/136).
(7) : الزهري المدني، قيل اسمه عبد الله وقيل إسماعيل ثقة مكثر من الثالثة مات سنة 94 هـ."التقريب" (2/430).
(8) : المدني صدوق له أوهام من السادسة."التقريب" (2/430).
(9) : القرشي الفقيه الحافظ متفق على جلالته واتقانه، وهو من رؤوس الطبقة الرابعة. "التقريب" (2/207).
(10) : ابن أخي الزهري، صدوق له أوهام، من السادسة."التقريب" (2/180).
(11) : الأيلي، ثقة إلا أن في روايته عن الزهري وهماً قليلاً وفي غير الزهري خطأ، من كبار السابعة."التقريب" (2/386).
(12) : القرشي مولاهم الفقيه، ثقة عابد من التاسعة."التقريب"(1/460).
(13) : أنس بن عياض بن ضمرة الليثي أبو حمزة ثقة، ت. سنة 200هـ."التقريب"(1/84).
(14) : المروزي، ثقة، فقيه، عالم، جواد، جمعت فيه خصال الخير، من الثامنة."التقريب" (1/445).
(15) : "صحيح البخاري (كتاب الرؤيا) حديث رقم 6994.
(16) : "سنن ابن ماجه" (كتاب الرؤيا) حديث رقم 3902.
(17) : المصدر السابق، حديث رقم 3093.
(18) : المصدر السابق، حديث رقم 3905.
(19) : "الترمذي" (3/238).
(20)
: وهب بن عبد الله بن مسلم السُّوائي، صحابي ت.سنة 64هـ. "الإصابة"
(10/322) رقم 9167؛ "سنن ابن ماجه" (كتاب الرؤيا) حديث رقم 3904.
(21):
الحارث ويقال عمرو أو النعمان بن رِبْعي السلمي صاحبي، مات سنة 54 هـ.
"تقريب التهذيب" (2/463)؛"صحيح البخاري" (كتاب التعبير) (12/383) مع
"الفتح" حديث رقم 6996.
(22) : المصدر السابق.
(23) : أبو العباس
أحمد بن عمر الأنصاري القرطبي المالكي الفقيه المحدث صاحب "المفهم شرح
مسلم" ت.656هـ. "البداية والنهاية" (13/226). وكتاب "المفهم" توجد منه
أجزاء مخطوطة ناقصة بالمكتبة المركزية بالجامعة الإسلامية برقم (5959/1)
(فلم).
(24) : محمد بن محمد بن عبد الله المعروف بابن العربي الأشبيلي
المالكي، أكبر علماء الأندلس، له كتب كثيرة منها:"عارضة الأحوذي في شرح
الترمذي" و"أحكام القرآن" ت. سنة 543 هـ. انظر "سير أعلام النبلاء
(20/197)؛"شجرة النور الزكية في طبقات المالكية" (ص136)
صيد الفوائد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الرد على من زعم رؤية النبي صلى الله عليه 5
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الرد على من زعم رؤية النبي صلى الله عليه 4
» الرد على من زعم رؤية النبي صلى الله عليه 1
» الرد على من زعم رؤية النبي صلى الله عليه 2
» الرد على من زعم رؤية النبي صلى الله عليه 3
» الرد على شبهة محاولة النبي صلى الله عليه وسلم الانتحار

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتديات الحوار الاسلامي :: الحوار المفتوح مع الصوفيــة-
انتقل الى: